لفت العميد الركن رولان أبو جودة ممثلاً المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في كلمة له خلال إحياء المديرية العامة للأمن العام العيد الرابع والسبعين للإستقلال إلى "إنكم تحتفلونَ اليومَ بعيدِ الاستقلال الرابعِ والسبعين في أجواء امنيةٍ مستقرة، نتيجةَ انحسارِ الخطرِ المباشر للإرهابِ بعد طردهِ الى خارج ِالحدودِ بفضلِ التضحياتِ الغاليةِ لقواتِنَا العسكريةِ والامنية. ولكن في الموازاة، هناكَ اخطارٌ تزدادُ وتيرتُها، خصوصاً التهديداتِ المتكرّرة للعدوِّ الإسرائيلي وخروقاتِه الجويةِ والبحريةِ والبريةِ اليومية، على مرأى من المجتمعِ الدُوليّ وسَمَعِه، أو تلك المتأتية من خطرِ الارهابِ وخلاياهُ التي تسلّلت الى بلادِنا حتى قبلَ أن يندلِعَ في المنطقةِ الحريقُ الذي دمّرَ دولاً وهدّدَ حضارات. وقد افضت رؤيتُنا الأمنية وخطَطُنا العسكرية الى نجاحاتٍ استثنائيّة، تجسَّدت في مواجهةِ كل مَن يُحاولُ تعكيرَ صَفْوَ الامنِ واستهدافِ الانسانِ وحريتهِ، وفي العملياتِ الاستباقيةِ المميّزة ومداهمةِ اوْكارِ الخارجينَ عنِ القانون، وصولاً الى الواقعةِ الكبرى في معركةِ فجرِ الجرود. وما كانَ هذا ليتحقّقَ لولا القرارُ السياسيُّ الموحّد والدعمُ الشعبي من اجلِ أن يبقى لبنان وطناً للسلامِ والأمان".
وتوجه للعسكريين بالقول "ما قامت بهِ المديريةُ العامة للأمنِ العام منذ سبع سنوات إلى الآن، شكّلَّ علامةً فارقةً في القدرةِ على بناءِ الدولةِ ومؤسساتِها على مبدأ تطبيقِ القوانينِ والتزامِ الشفافيةِ ومحاربةِ الفساد، لأنّ كلَّ فردٍ منا نَذَرَ نفسَهُ لخدمةِ وطنهِ وشعبهِ، وتسهيلِ أمورِ كلِّ مقيمٍ ووافدٍ بما يعكسُ الصورةَ الحقيقيةَ للبنان المتميّزِ بقيمهِ وحضارتهِ، ومُهمَتُكم الأساس تقديمُ النموذجِ الأمثلِ والأفضلِ في كلِّ المواقعِ التي تعملونَ فيها وانتم مدعوون للوفاءِ بقسمِكُم في حمايةِ الاستقرار، ومواكبةِ الاستحقاقاتِ المنتظرةِ بعيداً من أيةِ تجاذباتٍ أو أهواء، لضمانِ مناخاتِ الأمانِ والديموقراطية، لكي تكونوا مدعاةَ فخرٍ لمؤسستِكم ومواطنيكم، ومثالاً في التمسّك بالقيمِ العليا ورفضِ المحاباةِ واستغلالِ النفوذِ ومحاربةِ الفسادِ لتشكّلوا الصورةَ البهيّةَ عن لبنان وشعبِه".
وأضاف "تُحتّمُ الأيامُ المُقبلة عليكم تقديمَ المزيدِ من الجهدِ والتضحية، لأنَّ عملَ الحاضرِ والمستقبلِ تتمةٌ لما نفذناهُ من خططٍ في تطويرِ الإدارةِ الى حدِّ بلوغِها الاحتراف، وإبْعادِهَا عن البيروقراطيةِ القاتلة، وبالتالي تكريسِ المديرية العامة للأمن العام مؤسسةً رسميةً تعتمدُ المكننةَ في تنفيذِ المعاملات، محكومةً بالقوانين، مصانةً بالمهاراتِ البشريةِ وادائِها المُميّز، وتمدُّدِها الأفقي والعامودي جرّاءَ اعتمادِ الدوراتِ التخصّصيةِ المتقدمةِ في شتى المجالات".